نظم المركز الاستشفائي الجامعي طنجة-تطوان-الحسيمة يومه الأربعاء 27 يوليو 2022، على الساعة التاسعة صباحا، بكلية الطب والصيدلة بطنجة يومه الدراسي حول الأمن السيبراني تحت شعار  » المستشفى الرقمي وإشكاليات الحماية السيبرانية ». حيث أن ورش اعتماد الرقمنة يعد قضية استراتيجية لا جدال فيها، مما يمكن لذلك أن يحدث طفرة نوعية وإقلاع حقيقي بالقطاع الصحي من أجل تحسين جودة التشخيصات وتعزيز وتبسيط العلاقات بين الطبيب والمريض وتوفير مؤشرات ومعلومات هامة للمساهمة في اتخاذ القرار الصائب، إلى غير ذلك من مزايا تسعى بالأساس إلى تحسين المسار العلاجي للمريض بشكل عام

وقد جاء هذا اللقاء العلمي ليزكي أهمية حماية المعطيات والبيانات ذات الطابع الشخصي للمرضى وكل الجهود التي يبذلها المستشفى الجامعي في هذا السياق، كونها تعد تحدي قائم يواجه التحول الرقمي، الذي يعتبر بدوره إحدى اللبنات الأساسية لإصلاح فعلي للقطاع الصحي ببلادنا. علاوة على ذلك، كان هذا اللقاء مناسبة سانحة لطرح هذا الموضوع على طاولة النقاش لتدارس إمكانيات تثمين وحماية البيانات الشخصية القائمة وتحديد آليات الحماية التي ينبغي توفرها لضمان احترام الحياة الخاصة للأشخاص  

وقد حضر هذا اليوم الدراسي، الذي أعطى انطلاقته الأستاذ امحمد حريف، مدير المركز الاستشفائي الجامعي طنجة-تطوان-الحسيمة، وعمر السغروشني رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي بالإضافة إلى ثلة من الأكاديميين والمتخصصين في الأمن اليكتروني، وكذلك ممثلين عن مختلف المراكز الاستشفائية الجامعية بالمملكة. وأكد الأستاذ حريف في معرض كلمته أن حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي تشكل اليوم حجر زاوية في أية سياسة تحول رقمي، لاسيما إذا تعلق الأمر بالقطاع الصحي. وقد تميز هذا اليوم الدراسي بتقديم عروض ومدخلات نوعية حول أهداف ومزايا التوجه إلى مستشفيات رقمية وتعزيز الخدمات الأساسية الصحية للمواطن، ملفتين النظر إلى أهمية تحديد المقاربات الأساسية وتحديات حماية البيانات الشخصية للمرضى

وخلال هذا اللقاء، تم التطرق باستفاضة إلى كل الجوانب المتعلقة بالتنزيل الفعلي لهذا الورش الكبير، الرامي أساسا إلى إصلاح جوهري لمنظومة الصحة، تجسيدا للرغبة الملكية السامية في هذا الصدد، من خلال خطاباته لاسيما ما جاء به العاهل المغربي في آخر مجلس وزاري المنعقد يومه 13 يوليوز ،2022 حيث أكد على ضرورة رقمنة المجال الصحي عبر إحداث منظومة معلوماتية مندمجة لتجميع ومعالجة واستغلال كافة المعلومات الأساسية الخاصة بالمنظومة الصحية

وعلى هامشه، تم توقيع اتفاقية شراكة بين المركز الاستشفائي الجامعي طنجة-تطوان-الحسيمة واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي. وتروم هذه الاتفاقية إلى تحديد شروط وأوجه الشراكة بين المؤسستين بهدف الحاق المستشفى الجامعي إلى برنامج « داتا ثقة » « Data-Tika » لحماية المرضى وبياناتهم الشخصية. وحرصا من المستشفى الجامعي على حماية البيانات الشخصية للأشخاص، فإن هذه الاتفاقية ستعمل على اعتماد مقاربة تشاركية تسعى الرصد الدقيق والتوظيف الأمثل للمعطيات الرقمية الخاصة بالمرضى، بنجاعة وفعالية وكذا كسب ثقة هذه الفئات المجتمعية لضمان استفادتهم من الخدمات الاجتماعية في بيئة تتجاوب مع ضوابط الحكامة الجيدة في القطاع الصحي