الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية وعقلية في ناصية اهتمامات المركز الاستشفائي الجامعي طنجة تطوان الحسيمة
يحتفل المستشفى الجامعي للصحة النفسية بطنجة باليوم التحسيسي لمكافحة وصم الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية وعقلية
نظم المستشفى الجامعي للصحة النفسية، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي طنجة تطوان الحسيمة، على غرار كل دول المعمور، يومه الجمعة 15 أكتوبر 2021، يوم تحسيسي وتوعوي تحت شعار «مكافحة وصم الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية»، الذي أطلقته وزارة الصحة، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف العاشر من أكتوبر كل سنة
ويهدف هذا اليوم التحسيسي إلى تعزيز حقوق هؤلاء الأشخاص، وإذابة التحيزات المرتبطة باضطراباتهم النفسية والعقلية من أجل النجاح في إعادة اندماجهم داخل المنظومة المجتمعية. بالإضافة إلى توعية الأقارب والأسر من جانبهم، ولفت انتباههم إلى حجم المسؤولية المنوطة بهم، للتقرب من هذه الشريحة، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من المجتمع ككل، وفهم واستيعاب حاجياتهم وحالتهم الصحية، نظرا للأهمية الذي يكتسيه الجانب التواصلي معهم ومساندتهم ومرافقتهم في مسارهم العلاجي، درءا لأبشع نعوت التنمر والسخرية والصور النمطية التي تثقل كاهل هؤلاء الأشخاص وتعمل على تعطيل بل على استحالة تماثلهم للشفاء
وقد حضر هذا اليوم التوعوي السيد المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي طنجة تطوان الحسيمة، الأستاذ امحمد حريف، الذي أدلى بدلوه في هذا النقاش المجتمعي، الذي أضحى ضرورة تفرض نفسها، حيث ركز الأستاذ في مداخلته عن أهمية احتضان هذه الشريحة المجتمعية التي تعاني في صمت، وكذلك عن ضرورة تبني مجموعة من المقاربات والسلوكيات المساهمة في العلاج، بداية بالقطع مع كل أشكال القدح والتحقير التي تلقى عليهم سواء عن قصد أو بشكل متعمد، قس على ذلك جملة من والألفاظ والمفردات التي تستعمل في نعتهم والتي لن تزيد الطين إلا بلة، بل وتساهم في تفاقم حالاتهم النفسية والعقلية
ومن جانبه أكد السيد مدير المستشفى الجامعي للصحة النفسية، الأستاذ عادل العموري، في معرض حديثه بخصوص هذا الإشكال المجتمعي، أن هذا اليوم التحسيسي يهدف إلى تسطير برنامج حقيقي يعمل على توعية عامة الناس وكذلك مهنيي الصحة لإماطة اللثام عن المشاكل والصعوبات التي تواجهها هذه العينة من المجتمع، ولا سيما تلك المتعلقة بالوصم وكل أنواع التهميش والإقصاء. مردفا أن المواقف الاجتماعية السلبية تجاه هؤلاء الأشخاص، تشكل عقبات أمام امتثالهم للشفاء، وتزيد من حدة التشنج مع أسرهم وكذا علاقاتهم بالعالم الخارجي، الأمر الذي يقف، لا محالة، حجرة عثرة أمام إعادة اندماجهم داخل المجتمع
ومقابل ذلك، قدمت مجموعة من العروض التحسيسية عبارة عن ندوات، أنجزها أطر المستشفى موجهة لفائدة عموم المشاركين من المجتمع المدني، لاكتشاف عن كثب الخدمات التي يقدمها المستشفى الجامعي للصحة النفسية بطنجة، وحجم المجهودات التي تبدل من أجل بلوغ هذه الأهداف المسطرة. وعرف هذا اليوم كذلك فقرات قدمت فيها شروحات وتفسيرات حول مجموعة من المفاهيم ذات الصلة بحقل الطب النفسي، هدفها نفض الغبار وإزالة الغموض الحاصل في هذا الصدد والإلمام بمختلف جوانب هذا المعيش اليومي عند العديد من مكونات المجتمع المغربي
وتخللت هذا اليوم التحسيسي سلسلة من الأنشطة التوعوية والأوراش العلاجية والمناقشات والمسابقات والألعاب التفاعلية شارك فيها الجميع، بهدف التأكيد على أهمية الدعم العاطفي للأسر لتسهيل تعافي الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية
وتجدر الإشارة إلى أن تيمة هذا اليوم استأثرت باهتمام مجموعة من المنابر الإعلامية الوطنية، التي أنجزت تغطيات إعلامية ميدانية، لتعزيز حقوق هؤلاء الأشخاص لدى الرأي العام وكذلك للحث على الانكباب جميعا من أجل برنامج طموح وحقيقي يسعى جاهدا لمكافحة وصم الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية، باعتباره أحد المحاور الرئيسية في مجال الصحة النفسية