افتتاح مركز شراقة للأمراض العقلية والنفسية بطنجة
مركز استشفائي جديد سيساهم في دعم وتعزيز خدمات الصحة النفسية والعقلية بجهة طنجة تطوان الحسيمة
افتتح بمدينة طنجة يومه الاثنين 21 يونيو 2021، على الساعة العاشرة صباحا، مركز شراقة للأمراض العقلية والنفسية، تحت شعار “الصحة العقلية رافعة للتنمية البشرية “. وتأتي هذه المبادرة في سياق تنزيل الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع الصحي عملا بتوجيهات وتوصيات صاحب الجلالة للرقي بالعرض الصحي وتنويعه والرفع من جودته وما لذلك من انعكاس إيجابي على البعد السوسيو اقتصادي في الجهة برمتها
حضر هذا الافتتاح السيد المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي طنجة-تطوان-الحسيمة، الأستاذ امحمد حريف، والسيد الكاتب العام، عادل شارية، ومدير المركز الاستشفائي للأمراض العقلية والنفسية، الأستاذ عادل العموري، والمديرة الجهوية لوزارة الصحة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، الدكتورة وفاء أجناو وعميد كلية الطب والصيدلة بطنجة، الأستاذ محمد أحلات وممثلي ولاية طنجة تطوان الحسيمة ومجموعة من الأساتذة بكلية الطب والصيدلة بطنجة ومختلف الشخصيات المهتمة والفاعلة في الميدان الصحي بالجهة
بداية، ألقى الأستاذ امحمد حريف كلمته الافتتاحية مرحبا بالحضور، وتلى ذلك مداخلته التي أكد فيها على ضرورة النهوض بالصحة النفسية والعقلية بالجهة، لما يكتسيه هذا الموضوع من طابع الأهمية البالغة. وعقب ذلك، أبرز الأستاذ حريف الدور المحوري لهذا المركز الاستشفائي، وما يمكن أن يلعبه من أدوار ريادية في مجال الطب النفسي والعقلي، لا سيما أنه عمل إنساني محظ بالدرجة الأولى
خلال معرض كلمته، أماط الأستاذ اللثام عن ضرورة خلق ثورة ناعمة تتجلى في الانتقال إلى العمل بالوسائل التكنولوجية المتطورة والحديثة واعتماد أساليب الرقمنة في ذلك، خصوصا وأن المركز الاستشفائي الجامعي طنجة-تطوان-الحسيمة يتبنى في فلسفة اشتغاله نظام المعلومات الصحية، الذي يرمي أساسا إلى تقليص وتسريع المساطر الإدارية وأرشفة الملفات الطبية للمرضى وتحسين جودة الخدمات الصحية من كل جانب. كل هذا يندرج في إطار الاستجابة للتطلعات المتزايدة للساكنة في القطاع الصحي وكذلك تماشيا مع الظرفية العالمية الراهنة التي تحتم علينا مسايرة الركب والاقلاع عن الطرق الكلاسيكية في العلاج. اختتم الأستاذ حريف كلمته، بالتأكيد على الجانب السلوكي والتواصلي مع المرضى أو ما داعى إليه بصريح العبارة، “نريد مستشفى مبتسم”، وما لذلك من بالغ الأهمية لتحسين وتسريع وثيرة المرضى النفسانيين والعقلانيين في العملية العلاجية وتحفيزهم للمشاركة في ذلك
وخلال هذا اليوم الافتتاحي، الذي استأثر باهتمام مجموعة من المنابر الإعلامية الجهوية والوطنية، أشاد الأستاذ عادل العموري، خلال كلمة ألقاها أمام الحضور، بالقيمة المضافة لهذه المعلمة الصحية التي رأت النور، مبرزا مكانتها الخاصة في تعزيز التنوع الخدماتي صلة بالصحة النفسية والعقلية على المستوى الجهوي. وتجدر الإشارة كذلك، إلى أن الأستاذ حث بشكل كبير على الحاجة الملحة لتكثيف الجهود وتعبئة الجميع وتقريب الرؤى من أجل إنعاش هذا الورش الصحي الجهوي ذو الطابع الاستراتيجي. قس على ذلك تسليطه الأضواء على جملة من النقط الرئيسية في هذا الملف، أساسا تلك المتعلقة بالحكامة والبحث العلمي وتكوين الرأسمال البشري الكافي، في إطار مخطط الصحة العقلية في أفق 2025
أبى هذا اليوم العلمي بامتياز إلا أن يقارب الظاهرة النفسية والعقلية من جميع الزوايا، حيث تم مناقشة البعد الثقافي في تعزيز المسار العلاجي للمرضى، وذلك من خلال تنظيم ورشات تعليمة وعلاجية في عدة مجالات كالحلاقة والرسم والطبخ، وإلى ما غير ذلك، التي من شأنها أن تتيح الفرصة أمام نازلات ونزلاء المركز لإدماجهم بشكل سريع وفعلي في الوسط المجتمعي بعد استكمال الفترة العلاجية. وهذا بالضبط ما عبر عنه ممثلي المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، حيث أبانوا عن نيتهم المسبقة لتفعيل الدور المنوط بجمعيات المجتمع المدني الفاعلة في الحقل الثقافي، من خلال إبرام مجموعة من الاتفاقيات والشراكات التي يصب كنهها في مرافقة المرضى النفسانيين والعقليين خلال مسارهم العلاجي
وفي الأخير، بعد أن تم التطرق بجلاء لمختلف النقط المهمة، أسدل ستار هذا العرس الافتتاحي بتقديم رقصات عبارة عن لوحات فلكلورية مستوحاة من التراث الشعبي الشمالي، من تنظيم المديرية الجهوية للثقافة، لقيت استحسان وتجاوب الحضور. وأعطيت الانطلاقة الفعلية لاستقبال المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلانية